أثارت وسائل إعلام ومواقع اجتماعية عراقية موضوع حمل الرئيس العراقي الجديد "محمد فؤاد معصوم" الجنسية البريطانية واحتمال إقالته من منصبه لهذا السبب.
واستندت هذه الوسائل إلى المادة 18 من الدستور العراقي، التي تجيز تعدد الجنسية إلا أنها تفرض على من يتولى منصباً سيادياً التخلي عن أية جنسية عدى العراقية.
وتؤكد هذه المادة أنه: يجوز تعدد الجنسية للعراقي، وعلى من يتولى منصباً سيادياً أو أمنياً رفيعاً، التخلي عن أية جنسية أخرى مكتسبة، وينظم ذلك بقانون.
هذا.. ويحمل نائب رئيس البرلمان حيدر العبادي هو الآخر جنسية أجنبية أيضاً.
وقال الكاتب الصحافي الكردي آزاد محمد لـ"العربية.نت" إن الصحافة الكردية والعراقية التي تنشط بالداخل لم تثر بعد موضوع حمل الدكتور محمد فؤاد معصوم الجنسية البريطانية أو التخلي عنها .

واستطرد قائلاً إن أحد النواب أشار في يوم التصويت في البرلمان لاختيار الرئيس الجديد إلى أنه من الضروري أن يتخلى من يتولى منصباً سيادياً في العراق عن أية جنسية يحملها عدى الجنسية العراقية.
وأوضح آزاد أن الكثير من كبار المسؤولين العراقيين العرب والكُرد يحملون جنسيات أجنبية، وهذا لم يتسبب في أي مشكلة في السابق، مشيراً إلى حمل الرئيس السابق جلال طالباني الجنسية البريطانية أيضاً.
جلال طالباني ونيو شيروان وفؤاد معصوم مع برزان التكريتي وعزة إبراهيم
يذكر أن فؤاد معصوم - وبالكتابة الكردية "فوئاد مەعسوم" - انتخبه البرلمان العراقي في 24 يوليو 2014 كثامن رئيس للعراق منذ إسقاط الأسرة الهاشمية من عرش العراق .

الرئيس الجديد الذي بات خلفاً لرفقيه الحزبي جلال طالباني، حسب المحاصة العرقية – الطائفية غير المدونة، سياسي كردي هورامي ينتمي إلى أسرة دينية كردية، حيث كان والده ملا معصوم، رئيساً لعلماء كردستان وعرف بأنه كان من دعاة التعايش والتقارب المذهبي.
وبحسب المعلومات المتوفرة فقد اجتاز محمد فؤاد معصوم مراحل عقائدية وفكرية متناقضة حسب الظاهر، حيث ولد في مدينة كوية الكردية بشمال العراق عام 1938، ودرس العلوم الدينية حتى بلغ 18 من العمر ثم انتقل إلى الأزهر في مصر لإكمال دراسته ليتخرج في عام 1958 من كلية الشريعة والقانون بشهادة بكالوريوس.
وأكمل دراسته العليا بحصوله على الماجستير والدكتوراه في تخصص الفلسفة الإسلامية، وكانت أطروحته للدكتوراه "إخوان الصفا فلسفتهم وغايتهم"، وإلى جانب ذلك عمل مذيعاً لأول إذاعة كردية كانت تبث برامجها من مصر الناصرية.
وبعد سفره إلى سوريا ولقائه بسكرتير الحزب الشيوعي السوري خالد بكداش، انضم فؤاد معصوم إلى الحزب الشيوعي السوري ولكن سرعان ما انشق عن الحزب على خلفية مواقف بكداش من القضية الكردية، لينضم في عام 1964 إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني العراقي بقيادة الملا مصطفى بارزاني.
وبدأ حياته السياسية الرسمية في منتصف السبعينيات ممثلاً رسمياً للحركة الكردية في القاهرة، وبعد عودته للعراق ساهم مع جلال الطالباني في تأسيس الاتحاد الوطني الكردستاني العراقي عام 1976. وفي عام 1992 تولى منصب أول رئيس وزراء لحكومة كردستان العراق المنشقة عن الحكومة العراقية إبان حكم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، ثم ترك المنصب وتفرغ للعمل الحزبي حتى سقوط بغداد في 9 أبريل عام2003 .
وكان آخر منصب له في العراق رئيس التحالف الكردستاني في مجلس النواب العراقي، وانتخب لمنصب رئيس جمهورية العراق في الدورة الانتخابية الثالثة في يوم 24 يوليو 2014.