تاريخ المعارك بين قوات الاحتلال البريطاني والعثماني في العراق من سنة 1914 -1918 مع فيلم عن معركة سامراء 1917
بريطانيا وكدولة استعمارية كبرى سبق وأن هيمنت على الهند والتي أسمتها درة التاج البريطاني لما للهند من مميزات هامة على رأسها، وجود الموارد المعدنية ومن بينها التوابل بأنواعها ولكون الهند من الدول الأولى في إنتاج العديد من المواد الأولية كأرقى أنواع الخشب والتوابل وغيرها من المواد الأولية.
ومهدت دولة الهند البريطانية لغزو وأحتلال العراق بإيعاز من "حكومة صاحب الجلالة" في لندن تمهيدا لضمه إلى إمبراطوريتها من خلال سياسة أعتمدتها منذ وقت طويل جاوز فترة المائتي عام وذلك بعقد الاتفاقات التجارية وإرسال السفراء والقناصل والمستشرقين لدراسة المجتمع العراقي عن كثب، وتعزز ذلك من خلال تأسيس شركة الهند الشرقية البريطانية وماسمي لاحقا بيت لينج للتجارة مع الهند.
ومع بدء الحرب العالمية الأولى في (أكتوبر/ تشرين الأول عام 1914م)، أنزلت حكومة الهند البريطانية الشرقية جيشا مؤلفا من خليط من بريطانيين وهنود في عدة فيالق بما سموا بجيش الليفي، حيث وطئت أرض أول جندي هندي بريطاني منطقة رأس الخليج العربي بين الكويت والبصرة وحدثت معارك بين القوات البريطانية وقوات العشائر العراقية تساندها القوات التركية، ومن أشهر تلك المعارك هيمعركة كوت الزين التي أستشهد فيها الكثير من أبناء القبائل العراقية وعلى رأسهم الشهيد الشيخ شلال الفضل الوائلي رئيس عام عشائر الشرش في القرنة البصرة، ولكن قوة اسلحة الجيش البريطاني حالت دون النصر، وبعد حوالي شهرين تمكنت القوات البريطانية من سيطرتها على البصرة.
مع بدء الحرب العالمية الأولى في أكتوبر / تشرين الأول عام 1914م، أنزلت حكومة الهند البريطانية الشرقية جيشا مؤلفا من عدد من فيالق من خليط من بريطانيين وهنود بما سموا بجيش الليفي، حيث وطئت أرض أول جندي هندي بريطاني منطقة رأس الخليج العربي بين الكويت والبصرة، وبعد حوالي شهرين تمكنت القوات البريطانية من سيطرتها على البصرة بإسناد من الشركات التجارية البريطانية – الهندية ومجموعة الجواسيس العاملين في القنصليات البريطانية، إلا أن القوات الغازية منيت بخسائر منكرة على يد القوات العثمانية في معركة الشعيبة في أبريل / نيسان 1915م. واستمر توغل القوات البريطانية شمالا وانقسمت الفيالق إلى نصفين عند القرنة موقع تلاقي دجلة بالفرات مكونين شط العرب، حيث استمرت القطعات بالتوغل صعودا مع مجرى النهرين مع ماواجهته القطعات المحتلة من مقاومة من القوات العثمانية وبعض المتطوعين فيما سمي بالجهادية، حيث واجهت القوات البريطانية هجوما مقابلا على تخوم مدينة الكوت بوصفها الخط الدفاعي الأخير لبغداد عسكريا، حيث منيت قوات الاحتلال بخسائر جسيمة حوصرت على إثرها القوات البريطانية لمدة أربعة أشهر حيث أنهكها الإعياء الثقيل وقلة التموين والإمداد وسوء الإدارة والتنظيم علاوة على قساوة الظروف المناخية، مما أدى إلى استسلام القوات البريطانية بيد القوات العثمانية في أبريل / نيسان 1916م، مما أدى إلى انهيار الحملة جراء كل هذه العوامل التي تسببت بتوقف الحملة وإعادة تنظيم القطعات طالبة إمدادات إضافية من الهند، إلا أن ثقل أعباء الحرب في الجبهتين الشرقية في أذربيجان وشرق الأناضول والغربية في البلقان وانهيار بعض الجبهات الألمانية وانسحاب روسيا من الحرب في أعقاب الثورة البلشفية الشيوعية أدت إلى تقهقر القوات العثمانية مماشجع القوات البريطانية على دخول صعب لمشارف لبغداد في مارس / آذار عام 1917م، والوصول إلى مشارف كركوك في أغسطس/ آب 1918م، مما أدى إلى خسائر كبيرة في الفيلق السادس العثماني، إلا أنها توقفت إلى هذا الحد من التقدم. وكان قائد الثوره هو محمد
دفعت التطورات في العراق والهزائم العثمانية الأخرى في الشام والحجاز واليمن إضافة إلى هزائم المحور بشكل عام في أوروبا إلى عقد هدنة موردوس بين الحلفاء والدولة العثمانية، التي تضمنت ضرورة انسحاب الجيوش العثمانية من مواقع القتال في العراق، ومن الجدير بالذكر هنا بأنه وتنفيذا للهدنة طالبت بريطانيا بانسحاب القوات العثمانية من ولاية الموصل التي دمجت إداريا معها ولاية شهرزور "كردستان" لاحقا. رفض الحاكم العسكري العام لولاية الموصل من تسليم الموصل كونها لم تدخل المواجهات الحربية المباشرة فهي لاتعد من مواقع الاشتباك والقتال إلا أنه أذعن أخيرا وسحب قواته منها في نوفمبر / تشرين الثاني عام 1918م ولم تعد للدولة العثمانية منذ ذلك التاريخ أي سلطان على العراق. وقد حدد خط الهدنة بالحدود الإدارية الشمالية لولاية الموصل في حين عزم أحرار العرب المنتمين للجمعيات السرية المنادية البى استقلال العراق والولايات العربية الأخرى عن الدولة العثمانية على المطالبة بديار بكر وضمها للعراق لاحقا كونها تاريخيا عربية وتتضمن عشائر عربية كبرى وهي تقع شمال ولاية الموصل.
0 التعليقات: